قراءة وتحليل للقصة القصيرة عيد ميلادي لأستاذ محي الدين محمود حافظ

 



قراءة وتحليل للقصة القصيرة  عيد ميلادي لأستاذ محي الدين محمود حافظ

 زهيرة بن عبد مومن رئيس الموقع و الشبكة 


انها حقيقة نعيشها على شكل هلاوس ....! تعكس واقع أو حالة مر بيها اي شخص منا ...


حين تكثر همومنا و تثقل أحمالنا تكبر داخلنا احزان و محن تؤلمنا ... نتحمل و نتحمل و نستمر في الحياة و لكن تبقى هذه المكبوتات داخلنا تحيرنا ..حتى نصل لمرحلة ( ان الخيال يصبح حقيقة و الحقيقة خيال 

فيتوه الانسان و لا يدرك اي عالم هو فيه  يردد 

انا اعيش هذه الحالة في حقيقة او خيال ... انا في واقعي او احلامي عالمي الذي اتوه فيه حتى في يقضتي ... اي عالم انا فيه !؟ .. غريب فعلا هذا الشعور الذي يصل اليه الانسان ...!! )


 وقد جسد الكاتب هذا المشهد بكل احترافية في التعبير 

فكان يتحقق ان كان ظله لازال يلازمه فهذا دليل انه يعيش واقعه و اذا اختفى فانه دخل عالم الاخر عالم الخيال ...

و لما وجد راحته و اطمئنانه مع من خاطبته  و شدت على يده و اخرجته من عمق بئر الذي وقع فيه ... بعد خذلان اقرب الناس احس انه بأحسن حالاته ...

 و لكن فجأة غابت التي تؤنسه و تواسيه اين ذهبت ... ادخلنا في حالة من الحيرة وشدنا اكثر لتكملة ماسيحدث ... 

هنا يؤكد لنا انه لا يريد أن يعود لواقعه المحزن وكان صوت داخلي ينادي باعلى صوت  " ابقي معي لا اريد العودة بدونك امنحي قلبي هذه الشجاعة و هذا الاطمئنان والثقة بالنفس لاواصل مسيرتي ..." نعم .. "هذا هو الامان و المحبة التي ابحث عنها ولا اجدها في واقعي الذي امتزج بأنانية البشر و قسوتهم تقطعت الاواصل تلاشت مشاعر الحب و الاخوة ساد حب الذات .. تعمل خيرا تلقى شرا عالم لا اريده ...!!! اكتفيت منه ... توقفي لا تغادري اريدك ان تكوني حقيقتي التي اعيشها... !!!" لا اريد ان أستفيق او ان ترحلي عني ..."

و تجلت في تلك الصرخة التي تلخص كل هذا الحوار مع طيف امراة ميتة فاصبح الموت ملاذ له ...  والخيال ملجؤه ... 

و هذا الصراع الداخلي الذي عاشه الكاتب في هذه اللحظات ... من حلم او هلاوس شخص تاه على وجه الارض و لا يدرك ضالته ...طريقة لنجاة....

 ليعود لواقعه و يستمر وكان كل ذلك يوم مولده هي أمنية دفينة داخله خرجت في ليلة ترتل الأمنيات و ترفع الدعوات لخالق الكون بان يمن على عبده بالستر و الراحة و العوض ... محاكات الروح باسلوب متقن وسلس و استحضار لكل المشاعر بتضاربها حالة الخوف ... الترقب .. الفزع ... الخذلان ... حزن ... 

ليدخلنا معه في حالة نفسية مغايرة حالة من الاطمئنان والراحة السعادة حين تجد من يفهمك يقاسمك نفس هموم و يقوي من عزيمتك يبني لك جدار صلب ومتين لتقاوم .. احساس لا يوصف 

ليدخلنا مرة اخرى من خلال تلك الصرخة لاحساسه بالحاجة للحب و السكينة والاستقرار و لا يكمن ذلك الا مع من يعزهم قلبه فيرفض احساس الرحيل المحتم ... ليعبر عليه بصرخة عالية تدوي في سماء حياته المتناقضة ..

دام ابداعك استاذنا وكل سنة وانت بخير وسلامة تحياتي وتقديري زهيرة بن عبد المومن

إرسال تعليق

3 تعليقات