ذبيح الذكريات
تبقى الحروف في صدورنا، تتصدر كل المشاهد، لتحكي الرواية، رواية البداية و النهاية
سجينة تلك هي الأماكن و ذاك الزمان ، لقد أجهش الخوف على النبض، مرايا عكست الأجساد المتعبة، قسى الوعد و سطى على الأفئدة ، و جاء الخذلان فهدم كل البنيان
حذثني جفاء البعد بعدما الشوق اشتاق لذاك الوفاء، غربة هاجرت بي للحظة ، بل هي لحظات اختزلت المعنى لاختلاف العبارة التالية{ رافقونا ففارقونا}
عشنا ربيع دافئ ثم حل خريف بارد، و كان مفترق الطريق شرود لكل إحساس ، ثم تأتي الفواصل لكتب النقط، نقط النهاية، و تسرد بأن خلف كل بداية نهاية، و ليست كل حكاية تشبه حكاية
هذا أنا، قربان لكل ذكرى و حكاية، لم أضع حزني بقلبي، و لم أدري متى درف دمعي ، لم أختر عشقي، و لم تحتار كلماتي في وصفي، لم أحلم، لم أستيقظ، لم أفكر،لم أودع أحدا، و لم أفارق أحدا، لقد وجدت نفسي، التي تاهت عني، بعدما التهم الحزن بعضي و كلي و جلي، حتى أضحى الصمت رفيق دربي، بعدما أكثرت في وضع الملح على جرحي، و بكيت يا ما مرة في وحدتي، في خفاء متعنتا بجفاء على قلبي
وجدت نفسي ، حين دققت في مسألة حسابية، أن كل ليلة من ليالي كانت إعداد لعمري، و ليست مجرد أتعاب مثقلة مؤقتة، بل هي تلك الصورة التي انعكست أمام مرآتي، و أنا أرى تلك الخصلات البيض وذاك الشيب الذي غزى سواد شعري، و أنا لازلت أفتش في يومياتي بكراستي ،عن سطور دونتها ، على شكل قصيدة شعر أو غزل ، أو خاطرة تحكي عن الحزن و الوجع، أو قصة تسرد لقاء أو فراق
وجدت نفسي، حين تجاهلت كل مشاعري المؤلمة الموجعة ، لأنني واجهتها، ولن أقنع نفسي بعد الآن على أنني ذبيح الذكريات
و في وصيتي الأخيرة : { شروق الفهم و الإدراك ، يبيد عنك وعي الظلام و الظلمة}
.....فلا تكونوا أسرى الذكريات
بقلمي أبو سلمى
مصطفى حدادي
0 تعليقات