الإعلامى الشاعر حمدي ربيع محمد..

حوار مع النفس

الشاعر حمدي ربيع محمد


عنوان جميل ومدلول عميق ومن منا لم يجري حوار مع النفس والله عز وجل يقول في محكم التنزيل ونفس وما سواها الهما فجورها وتقواه قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها... صدق الله العظيم وقد قسم الله عز وجل النفس أقسام عدة فمنها النفس الإمارة بالسوء والنفس اللوامة والنفس المطمئنة وليس بصدد الشرح المستفيض هنا ولكن هي إشارات على طريق الطرح وعلامات فارقة في الشرح عودا على بدء فأن الحوار الذي يجريه الانسان مع نفسه حوار لا ينتهي يبدأ من حيث التكليف حتى نهاية الإنسان ونهاية هذة النفس ..

وأول سؤال يطرح ويتردد هو ما آل هذة النفس وما تنتهي إليه وما ترجوه في الحياة وما تعول عليه وهذا سؤال عقلاني وجداني يتردد كثيرا  .

أما الاسئلة الفرعية فهي تلبية رغبات تلك النفس والسعادة التي هي مطلب تلك النفس في شتى الأوقات وفي احلك اللحظات يكون الامل في غدا أفضل لإسعاد تلك النفس ..

ولأن الحياة قائمة على الأجتماع فأن مصلحة النفس السوية تكون في مصلحة المجموع ولا تشذ عنه لأن سعادة الفرد لا تكون خالصة إلا في مجموعة ومن فارق مجموعة فهو لا شك خرج من النفس السوية إلى النفس المريضة وتأتي تلك الأمراض الخطيرة والتي يبحث فيها العلماء ليوجدوا لها الحلول والبدائل ومحاولة تصحيح المفاهيم ليعود هذا المريض إلى حالته الطبيعية ..

 والنفس لها مسمى الذات وهي صفة الوحدة والتي تتطلب من صاحبها تلبية الرغبات واشباعها ..

ولذلك حرص الشرع الحنيف في أن يقومها ويضعها على خط مستقيم لتعيش بالكل والكل يحرص على اسعادها ومن هنا نشأ مفهوم الطيب والخبيث النفس الطيبة متوائمة مع الآخرين تحب الخير. وتسعى إليه وتجتهد في تحصيله ..

والنفس الخبيثة هي التي تشذ عن القاعدة فتجعل من نفسها شبحا مخيفا لا يحب الاقتراب منه .

وما نشأ علم الاجتماع إلا لدراسة السلوك والبيئات ومحاولة فرض الاحسن والجيد والتعامل مع المتاح 

وكذلك فأن الطب النفسي الذي هو علم في سماء موضوعنا يحرص أيضا على التقويم ومحاولة أعادة منظومة تلك النفس إلى أطارها الصحيح والتي تتوافق به مع مجتمعها وتبني معه وتكون لبنه في صرح الإنسانية 

عودا إلى الحوار النفسي فهو ظاهرة صحية حتى تجد النفس السعادة والخلاص والتوفيق والانتماء والرقي .

عودا على بدأ فقد قلنا أنفا أن حوار النفس يبدأ في سن التكليف ولكن ربما قبل ذلك في الطفولة ومن الوهلة الأولى نجد هذا الحوار في شكل أفعال وكلمات وخصوصا عندما توجه الغيرة منذ الصغر صاحبها إلى تفضيلها فنجد الاطفال بطبائع مختلفه ولكن كل منهم يفضل نفسه على الأخرين ولذلك كان لزاما علينا تعديل السلوك وهي ما نسميه بعلم التربية وهو يأتي أولا حتى أن المسمى الدارج للتعليم الأساسي هو التربية والتعليم ..

يجري حوار نفسي مع جميع البشر وهو الاتجاه إلى الخير وما ينفع النفس وما يقومها وما يسلمها وأول الطريق خطوة فلعل هذا الحوار يصلح ما أفسده الدهر ويبني ما هدم .

وكل الأديان التي نزلت من السماء تدعوا الى تعديل السلوك نحو شرع يكفل للجميع الأمن والحرية والسلام 

ينشق في حوار النفس طريقين لا ثالث لهما هو طريق الخير الذي يوصل الى رضوان الله وجنته وطريق الشر الذي يوصل الى غضب الرب وناره..

وعلينا أن نعرف جيدا أن الحوار مع النفس هو عمار للبشرية على الوجه الصحيح أذا ما كان التوجيه نحو 

صالح البشرية وما قام العمران إلا من أجل الإنسان .والعمران في حقيقته هو حوار نفس ترجو الرفعة والعلو والظهور 

وأيضا الحروب التي تعانيها البشرية أنما هي حوار نفس تفلتت من الخط المستقيم ويكون ساعتها حوار النفس أيضا في مجابهة تلك الحوار بحوار آخر 

وكل فعل له رد فعل مساوي له في المقدار ومضاد له في الاتجاه...

وخلاصة الموضوع أن الحوار جاري وسيجري لانه هو أكسجين الحياة وهل فضل الإنسان إلا لأنه يملك تعديل سلوكه يملك الحوار مع نفسه ليتجانس مع الأخرين..


الإعلامى الشاعر حمدي ربيع محمد

إرسال تعليق

0 تعليقات