حزن على ورق
أَخْشَى على مِحْبَرَتِي إِنْ جَفَّ مِدَادُهَا
أَنْ يَمْلَأَهَا دَمْعُ بُكَائِي بالصَديد
وَيَطِيرُ اَلْفِكْرُ بِجَنَاحَيْهِ وَيَظَلُّ شَرِيد
وَ عَبْرَ أُفُقِ اللَّامَكَان يُرْهِبُهُ التَّهْدِيد
وَأَنْ تَعْصِرَنِي سُحُبُ الصَّبْرِ
وَيَتَسَاقَطُ مَطَرِي بِطَعْمٍ مُرّ
فَتَرفُضه اْلأَرَضُ وَ لا تَشْرَبَ مِنْهُ
فَيَخْتَلِطُ بِمَاءِ النَّهْرِ فَيَتَأَذَّى مَوْجَهُ
فَيَصْرُخُ قَلَمِي وَيُسَطّرُ مَظْلَمَةً للنّهْرِ
وَيَخْتِمُهَا بِمَقُولَةٍ عِشْنَا نُرَددهَا دَهْرِ
أَصْعَبُ شَيْء أَلا تَشْكُو مِنْ مُرٍ قَهْر
أَنْ تَتَجَرَّعَهُ مَظْلُومَا وَأَنْ يَعْصُرُك عَصْر
وَأَنْ تَصْمُتَ وَلَوْ حَتَى كَسَرُوا عَمُود الظَّهْر
وَأَنْ لَيْسَ مَسْمُوحًا أَنْ تَتَأْلَّمَ
وَلَا أَنْ تَحْزَنَ إِلَّا بِأَمْر
وَقَدْ يَطْلعَ صُبْحُكَ مَمْشُوق قَوامُه
وَيُخْسَفُ ضَوءُك إِنْ حَلَّ العَصْر
مَرْهُونٌ أَنْتَ يَا حُلم بِأمَانِيّ كَبيرة
مَثَلًا …
أَنْ تَنْصُّرَ أَهْلَكَ من هضمٍ مُخْزٍ فِي غَزَّة
أَنْ يُرْأبَ صَدْعُ غَائِرُ فِي سُودَانِ العِزَّة
ويَتَدَفَّقَ مَاءُ النَّهْر لَا يَمْنَعُهُ مَكْرُ سدود أو عِلَّة
أَنْ تَتَوَحَّد أُمَّةٌ لَنْ يَشْفِهَا من وَجَعٍ إلَّا الَوحْدَة
لَيْتَ المِمْحَاة تَفْعَلُ بِقُلُوبِنَا مَا تَفْعَلُهُ بالصَّفْحَةِ
وَتَزِيلُ غِشَاوَةَ تَصْنَعُهَا خُطُوُطٌ لأَفْكَارٍ مُنْحَلة
وَتُزِيلُ حُدُودٌ لِكيَانَاتٍ تُرْهِقُهَا مَذَله
وَأَنْ يَجْمَعَنا وَعْدٌ كَانَ وَ بِثْوبِ جَدِيد
فَضْفَاضُ المَعْنَى وَ بِعَزْمِ حَدِيد
لَا نَتَردَّدُ مَعَهُ مَا دَام الرَّأْي سَديد
وَسَأَمْلَأُ مِحْبَرتِي وَأَكْتُبُ مَا دَام فِي العُمْر رَصِيد
#مصطفى #عبدالرحيم #الفرا
0 تعليقات